فيجي

فيجي، المعروفة رسميًا بجمهورية فيجي، دولة جزرية خلابة تقع في ميلانيزيا، داخل أوقيانوسيا في جنوب المحيط الهادئ. تشتهر هذه الدولة الخلابة بمناظرها الطبيعية الخلابة، وإرثها الثقافي العريق، وقراها النابضة بالحياة. تقع فيجي على بُعد حوالي 1100 ميل بحري (2000 كيلومتر؛ 1300 ميل) شمال شرق نيوزيلندا، وتُعد ملاذًا استوائيًا للسياح، ولاعبًا جيوسياسيًا هامًا في منطقة المحيط الهادئ.

فيجي أرخبيل يتألف من أكثر من 330 جزيرة، منها حوالي 110 جزر مأهولة بشكل دائم، بالإضافة إلى أكثر من 500 جزيرة صغيرة. تبلغ مساحة اليابسة الإجمالية حوالي 18,300 كيلومتر مربع (7,100 ميل مربع). أكثر هذه الجزر عزلة هي أونو-إي-لاو. أكبر جزيرتين، فيتي ليفو وفانوا ليفو، تستوعبان أكثر من 87% من سكان البلاد، ويبلغ عددهم الإجمالي حوالي 924,610 نسمة. يسكن غالبية الفيجيين المناطق الساحلية من فيتي ليفو، وخاصة في العاصمة سوفا النابضة بالحياة أو في مناطق حضرية أصغر مثل نادي ولاوتوكا. تُعد نادي مركزًا سياحيًا، بينما تشتهر لاوتوكا بزراعة قصب السكر. المناطق الداخلية من فيتي ليفو قليلة السكان بسبب تضاريسها القاسية.

تشكلت جزر فيجي نتيجة نشاط بركاني بدأ قبل حوالي 150 مليون سنة. ورغم الانخفاض الملحوظ في النشاط البركاني، لا تزال بعض الظواهر الحرارية الأرضية قائمة، لا سيما في جزيرتي فانوا ليفو وتافيوني. أما أنظمة الطاقة الحرارية الأرضية في فيتي ليفو فهي غير بركانية، حيث تُظهر تصريفات سطحية منخفضة الحرارة تتراوح بين 35 و60 درجة مئوية (95 و140 درجة فهرنهايت).

بدأ الاستيطان البشري في فيجي في الألفية الثانية قبل الميلاد، على يد الأسترونيزيين في البداية، ثم الميلانيزيين، مع تأثيرات لاحقة من الحضارات البولينيزية. بدأ التواصل الأوروبي في القرن السابع عشر، معلنًا بداية حقبة جديدة في تاريخ فيجي. في عام ١٨٧٤، وبعد فترة قصيرة من الاستقلال، أصبحت فيجي مستعمرة بريطانية. وظلت مستعمرة تابعة للتاج حتى عام ١٩٧٠، عندما نالت استقلالها وأصبحت دومينيون فيجي. في عام ١٩٨٧، شهد المشهد السياسي في البلاد اضطرابات بسبب سلسلة من الانقلابات، مما أدى إلى تأسيس جمهورية. في عام ٢٠٠٦، نفذ العميد البحري فرانك باينيماراما انقلابًا، مما أدى إلى اضطرابات سياسية واسعة النطاق. في عام ٢٠٠٩، أعلنت المحكمة العليا في فيجي عدم شرعية القيادة العسكرية، مما دفع الرئيس راتو جوزيفا إيلويلو إلى إلغاء دستور عام ١٩٩٧ وإعادة تعيين باينيماراما رئيسًا مؤقتًا للوزراء. وفي وقت لاحق من ذلك العام، خلف راتو إيبيلي نايلاتيكاو إيلويلو في منصب الرئيس. وفي ١٧ سبتمبر ٢٠١٤، أُجريت انتخابات ديمقراطية، فاز فيها حزب باينيماراما "فيجي أولاً" بنسبة ٥٩.٢٪ من الأصوات، وهي انتخابات اعتبرها المراقبون الأجانب موثوقة.

تُعد فيجي من أكثر الاقتصادات تقدمًا في منطقة المحيط الهادئ، مدعومةً بمواردها الطبيعية الوفيرة، كالغابات والمعادن ومصايد الأسماك. ويُعتبر الدولار الفيجي العملة الرسمية. أما المصادر الرئيسية للعملة الأجنبية فهي قطاع السياحة المزدهر، وتحويلات الفيجيين العاملين في الخارج، وصادرات المياه المعبأة، وزراعة قصب السكر. وتشرف وزارة الحكم المحلي والتنمية الحضرية على الحكومة المحلية في فيجي، التي تعمل من خلال مجالس المدن والبلدات، مما يضمن إدارةً فعّالة للمناطق الحضرية.

يتألف النسيج الثقافي في فيجي من مجموعات عرقية متعددة، أبرزها الفيجيون من أصول ميلانيزية وبولينيزية، إلى جانب الفيجيين الهنود، المنحدرين من أصول هندية استُقدمت إلى فيجي خلال الحقبة الاستعمارية. يتجلى اندماج الثقافات في فيجي جليًا في لغاتها ومأكولاتها وتقاليدها، مما أدى إلى حضارة مميزة ومتماسكة. وتُستخدم اللغة الفيجية، إلى جانب الإنجليزية والهندية الفيجية، على نطاق واسع، مما يعزز التواصل والتبادل الثقافي.