الأردن

دليل السفر إلى الأردن - Travel-S-Helper

الأردن يحتل مساحة ضيقة من الأرض على الحافة الجنوبية الشرقية لبلاد الشام، حيث تلتقي تضاريس آسيا وأفريقيا وأوروبا. من أقصى تلالها الشمالية بالقرب من أم قيس إلى شواطئ العقبة على البحر الأحمر، تمتد المملكة لمسافة 400 كيلومتر تقريبًا. تشترك في حدودها مع سوريا من الشمال، والعراق من الشمال الشرقي، والمملكة العربية السعودية من الشرق والجنوب، وإسرائيل والضفة الغربية من الغرب. على طول حافتها الغربية، ينحدر نهر الأردن عبر الوادي المتصدع إلى البحر الميت، الذي يقع سطحه على ارتفاع يزيد عن 420 مترًا تحت مستوى سطح البحر - أدنى نقطة على وجه الأرض. يربط الأردن بالبحر الأحمر شريط ساحلي قصير على خليج العقبة، بينما تُعد عمّان، الواقعة بين التلال بالقرب من وسط الشمال الغربي، عاصمةً ومركزًا حضريًا رئيسيًا.

يعود الوجود البشري فيما يُعرف الآن بالأردن إلى العصر الحجري القديم. خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، تشكلت ثلاث ممالك شرق نهر الأردن: عمون حول عمان الحالية، وموآب في التلال الواقعة جنوب البحر الميت، وأدوم في أقصى الجنوب. في القرن الثالث قبل الميلاد، أسس المستوطنون العرب المعروفون بالأنباط مقرهم في البتراء، ونحتوا واجهات متقنة في الحجر الرملي الأحمر. في ظل الحكم الهلنستي ثم الروماني، شكلت سلسلة من المدن الديكابوليس - وهو اتحاد تشمل بقاياه مسارح في جرش وأعمدة في جدارا. استمرت السيطرة البيزنطية حتى القرن السابع، عندما جلبت الهجمات المسلحة المنطقة تحت حكم الخلافة الإسلامية المتعاقبة: أولاً الراشدين، ثم السلالات الأموية والعباسية. بدأ الحكم العثماني في أوائل القرن السادس عشر واستمر حتى الحرب العالمية الأولى، عندما كسرت الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين بن علي السلطة العثمانية. في عام ١٩٢١، نصّب البريطانيون عبد الله الأول أميرًا على شرق الأردن تحت وصاية عصبة الأمم. نال شرق الأردن استقلاله التام عام ١٩٤٦، وسرعان ما أصبح يُعرف باسم المملكة الأردنية الهاشمية. في حرب ١٩٤٨ التي أعقبت انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، احتل الأردن الضفة الغربية وضمها لاحقًا، وهو ادعاء تخلّى عنه عام ١٩٨٨. وتبع ذلك معاهدة سلام رسمية مع إسرائيل عام ١٩٩٤.

يتباين شكل الأردن الطبيعي بين شمال غربي خصيب وهضبة داخلية قاحلة وصحاري شرقًا. تنحدر التلال المتموجة والغابات دائمة الخضرة بشكل حاد في وادي الصدع، حيث ينبع نهرا الأردن واليرموك ويتدفقان نحو البحر الميت. خلف الوادي، تمتد هضبة صخرية تحمل واحات في الأزرق والرويشد. يعكس المناخ هذا التنوع: تتلقى المناطق الساحلية والمرتفعات أمطارًا شتوية وصيفًا معتدلًا؛ وتواجه المناطق الداخلية حرارة شديدة، يخففها انخفاض الرطوبة ونسمات الليل، وتنخفض درجات الحرارة في الشتاء بما يكفي لتساقط الثلوج من حين لآخر على الأراضي المرتفعة. يتراوح متوسط ​​درجات الحرارة العظمى في الصيف حول 32 درجة مئوية، مع قمم قصيرة تتجاوز 40 درجة مئوية؛ وينخفض ​​متوسط ​​درجات الحرارة في الشتاء إلى حوالي 11 درجة مئوية، مصحوبًا بزخات مطر متقطعة.

على الرغم من مساحته البالغة 89,341 كيلومترًا مربعًا، إلا أن الأردن لا يحتفظ إلا بأقل من 2% من مساحة الغابات - حوالي 1,500 كيلومتر مربع - مما يجعله من أقل الدول غابات في العالم. ومع ذلك، فإن تضاريسه المتنوعة تدعم أكثر من 2,000 نوع من النباتات. تشكل أشجار الصنوبر والبلوط والفستق الحلبي والزيتون البري أحزمة في الشمال الغربي؛ وخلفها تقع الشجيرات ونباتات السهوب. ومن بين النباتات المميزة الصنوبر الحلبي والسوسن الأسود والعرعر الفينيقي. تعيش الثدييات، من الذئب العربي إلى الوعل النوبي، في محميات مثل الشومري وضانا - وهي مواقع تشرف عليها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة منذ عام 1966. وتتراوح حياة الطيور من الهدهد إلى النسر ذي الوجه الأجوف. تلتقي أربع مناطق بيئية أرضية داخل حدود الأردن، من المراعي الجافة إلى الغابات الصنوبرية الصلبة الأوراق.

إداريًا، تنقسم المملكة إلى اثنتي عشرة محافظة، مُقسّمة بشكل تقريبي إلى أقاليم شمالية ووسطى وجنوبية. تُدير كل محافظة أقضيةً ونواحي من مدينة رئيسية. تتركز المراكز الحضرية في الشمال الغربي: فإلى جانب عمّان، ترتفع مدن مثل إربد والزرقاء وجرش والسلط ومادبا حيث تسمح الأمطار والتربة بالزراعة. تُشكّل العقبة مركز الجنوب كميناء ومنتجع سياحي.

من الناحية الديموغرافية، يبلغ عدد سكان الأردن حوالي 11.5 مليون نسمة، مما يجعلها الدولة العربية الحادية عشرة من حيث عدد السكان. يعتنق حوالي 95 في المائة الإسلام السني؛ وتمثل المجتمعات المسيحية، وهي من بين أقدم المجتمعات في العالم، حوالي 4 في المائة. يشكل الفلسطينيون العرب نسبة كبيرة - يحمل العديد منهم الجنسية - بينما تشمل المجموعات الأصغر الشركس والأرمن والشيشان والدروز والبهائيين والمندائيين. اللغة العربية هي اللغة الرسمية، مع تدريس اللغة العربية الفصحى الحديثة في المدارس واستخدام اللغة العربية الأردنية العامية. تعمل اللغة الإنجليزية كلغة التجارة والتعليم العالي؛ وتشمل اللغات الأخرى الشيشان والأرمنية والتاغالوغية والألمانية بشكل متزايد. منذ عام 1948، استقبل الأردن موجات من اللاجئين: المنفيين الفلسطينيين والعراقيين بعد عام 2003، ومؤخرًا حوالي 1.4 مليون سوري، مما أدى إلى إجهاد الموارد ولكنه يعكس سياسة طويلة الأمد لتوفير ملاذ آمن.

يحتل الاقتصاد الأردني مرتبةً متوسطة الدخل، حيث يحتل مؤشر التنمية البشرية فيه مرتبةً قريبةً من المائة. ويتوزع ناتجه المحلي الإجمالي، الذي بلغ حوالي 39 مليار دولار أمريكي عام 2016، على قطاعات التجارة والمالية، والنقل، والمرافق العامة والإنشاءات، والتصنيع، والتعدين. ولا تزال الزراعة محدودةً بالأرض والمياه، حيث يبلغ معدل ندرة المياه حوالي 97 مترًا مكعبًا للفرد سنويًا، أي أقل من عتبة "الندرة المطلقة". وتستمد المياه من نهري الأردن واليرموك، وخزان الديسي المائي، وعشرة سدود، بينما يشهد سد جاوا القديم، الذي يعود تاريخه إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، على الهندسة الهيدروليكية المبكرة.

تشمل مصادر الطاقة كميات محدودة من الغاز المنزلي من حقل الريشة، بالإضافة إلى واردات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي المسال. خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، أضافت مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح - محطات إقتيلة في الطفيلة وشمس معان والقويرة - أكثر من جيجاواط من الطاقة الإنتاجية، مما رفع حصة مصادر الطاقة المتجددة من الكهرباء من 3% إلى 8% بحلول عام 2019. كما يمتلك الأردن خامس أكبر احتياطي من الصخر الزيتي في العالم، ويستكشف مفاعلات صغيرة معيارية بعد تأجيل خطة إنشاء مفاعلات. ويضع تعدين الفوسفات في الجنوب الأردن بين أبرز منتجي هذا المعدن في العالم.

اتفاقيات التجارة تُوسّع الأسواق: انضم الأردن إلى منظمة التجارة العالمية عام 2000، ووقّع أول اتفاقية تجارة حرة بين دولة عربية والولايات المتحدة. كما يتمتع بمكانة متقدمة لدى الاتحاد الأوروبي. ورغم هذه الروابط، تباطأ النمو. أثّرت الأزمة المالية عام 2008 والربيع العربي سلبًا على السياحة والاستثمار؛ ودفعت الهجمات المتكررة على خطوط الأنابيب بين مصر والأردن تكاليف الكهرباء إلى الارتفاع. تُضيف تدفقات اللاجئين نفقات سنوية تتجاوز 2.5 مليار دولار أمريكي، تُعوّضها المساعدات الخارجية جزئيًا. تهدف الجهود الحكومية، بما في ذلك إجراءات التقشف التي بدأت عام 2016، إلى خفض الدين من أكثر من 90% من الناتج المحلي الإجمالي إلى هدف 77%.

تدعم البنية التحتية دور الأردن كمركز عبور. تمتد الطرق الرئيسية لما يقارب 6000 كيلومتر، مع طرق فرعية وجانبية تُضيف المزيد من الروابط. وينتظر خط سكة حديد الحجاز التاريخي إعادة تأهيله لخدمة المسافرين. وتخدم ثلاثة مطارات دولية - مطار الملكة علياء الدولي ومطار عمان المدني قرب عمان، ومطار الملك حسين الدولي في العقبة - الزوار. وتستقبل محطات الملكة علياء، التي افتُتحت عام 2013، أكثر من 16 مليون مسافر سنويًا. وقد حاز ميناء العقبة، الميناء البحري الوحيد في الأردن، على تقدير كأفضل محطة حاويات في المنطقة لموقعه الاستراتيجي بين القارات.

تساهم السياحة بشكل ملحوظ، مدعومةً بأكثر من 100,000 موقع أثري وطبيعي. تجذب واجهات البتراء الصخرية زوارًا من جميع أنحاء العالم؛ وتكشف شوارع جرش ذات الأعمدة عن التخطيط الحضري الروماني. تُكمل المعالم المسيحية - برك المعمودية في المغطس، ومدفن موسى على جبل نيبو، والفسيفساء البيزنطية في مادبا - الأضرحة الإسلامية لصحابة النبي. تُلبي قلاع عجلون التي تعود إلى العصر الصليبي، والحياة الليلية العصرية في عمّان وإربد والعقبة، مختلف الأذواق. تشمل أنشطة المغامرة المشي لمسافات طويلة في محمية ضانا وعلى طول درب الأردن الذي يبلغ طوله 650 كيلومترًا، والذي تم إنشاؤه عام 2015 لربط المعالم التاريخية والطبيعية. تستضيف شواطئ البحر الميت منتجعات ومنتجعات صحية، حيث تُساعد المياه الغنية بالمعادن في علاج أمراض الجلد. منذ سبعينيات القرن الماضي، استقطب الأردن أيضًا المسافرين الطبيين. في عام 2010، سعى أكثر من 250 ألف مريض من أكثر من مائة دولة للحصول على الرعاية في المستشفيات الخاصة.

تمزج الحياة الثقافية التراث بالتعبير المعاصر. متاحف مثل متحف الأردن في عمّان تعرض قطعًا من مخطوطات البحر الميت وتماثيل من العصر الحجري الحديث. يعرض المتحف الوطني للفنون الجميلة أعمالًا فنية حديثة، بينما يوثّق متحف آثار العقبة التجارة البحرية. وتشهد السينما والموسيقى نموًا ملحوظًا، حيث رُشّح فيلم "ذيب" لجائزة الأوسكار عام ٢٠١٦. وتستضيف مهرجانات مثل مهرجان جرش الموسيقي السنوي فنانين محليين؛ وتجمع فرق الروك البديل - مثل "المربع" و"جدل" وغيرهما - بين كلمات الأغاني العربية وإيقاعات الموسيقى الصاخبة. ويعكس فن الشارع والمعارض الفنية مجتمعًا متنامٍ من المبدعين المحليين والفنانين المغتربين.

تعكس الممارسات الطهوية غلة الأرض وعاداتها الاجتماعية. يُشكل زيت الزيتون، القادم من أحد أكبر منتجي الزيتون في العالم، أساس الطهي. تُقدم أطباق المزة الحمص والفول المدمس والبابا غنوج والتبولة. ويُعتبر المنسف، وهو أرز مع لحم ضأن مطهو في لبن مُخمّر، رمزًا لكرم الضيافة في التجمعات. وتتنوع الحلويات من البقلاوة إلى الكنافة؛ ويُختتم الطعام بالشاي بنكهة النعناع والقهوة القوية. وتُقدم المشروبات الكحولية في الأماكن السياحية والحياة الليلية في المدن، مع توفر العرق والبيرة والنبيذ المحلي.

نصائح عملية للمسافرين تعكس عادات العملة المحلية والأعراف الاجتماعية. الدينار الأردني، المرتبط بالدولار الأمريكي عند حوالي 1.41 دولار أمريكي للدينار، ينقسم إلى قروش وفلس. يبقى النقد هو السائد في المعاملات الصغيرة؛ بينما تعمل بطاقات الائتمان بشكل غير منتظم خارج الفنادق والمعالم السياحية الرئيسية. توفر أجهزة الصراف الآلي أوراقًا نقدية من فئات كبيرة، لذا فإن حمل أوراق نقدية من فئة دينار واحد وخمسة دنانير يُسهّل عليك تغيير العملة. تغطي الميزانيات اليومية المنخفضة التي تصل إلى 15 دينارًا أردنيًا الوجبات الأساسية، بينما تسمح 25 دينارًا أردنيًا بإقامة متواضعة وزيارة المطاعم. تساعد أجور النقل العام - دينار واحد لكل 40 كيلومترًا بالحافلة، ودينار واحد لكل خمسة كيلومترات بالتاكسي - في إدارة التكاليف. يُعدّ الصبر في طوابير الخدمة أمرًا بالغ الأهمية، حيث يؤدي التخفيض غير الرسمي في عدد الركاب إلى تجزئة الطوابير المنظمة؛ فالانتظار في الخلف حتى يخفّ الازدحام غالبًا ما يؤدي إلى خدمة أسرع.

تعكس العادات الاجتماعية مجتمعًا متسامحًا ولكنه متمسك بالتقاليد. يُناسب اللباس المحتشم زيارة الأماكن الدينية؛ ويُسمح للنساء بارتداء الأزياء الغربية في المناطق الحضرية دون قلق. يُخالف الانتقاد العلني للعائلة المالكة قوانين الإساءة للذات الملكية، على الرغم من حسن النية العامة تجاه النظام الملكي. يدعو النقاش الديني إلى الانفتاح، مع أن الإلحاد العلني قد يُثير القلق. خلال شهر رمضان، يُنصح بضبط النفس في تناول الطعام والشراب في الأماكن العامة بين الفجر والغسق.

تنبع هوية الأردن من عراقة الحضارات القديمة، وصموده في وجه الصحراء، وتحدياته المعاصرة. موقعه الاستراتيجي، وندرة المياه، وكرم ضيافته للاجئين، كلها عوامل تُشكل سياسته الداخلية. يجذب تراثه الثقافي ومعالمه الطبيعية الباحثين والسياح على حد سواء. ويسعى التنويع الاقتصادي، من خلال السياحة والخدمات الصحية والطاقة المتجددة والفوسفات، إلى تعويض نقص الموارد. وفي خضم هذه التحديات، يحافظ الأردن على التوازن بين الحفاظ على التراث القديم والتكيف مع متطلبات القرن الحادي والعشرين.

الدينار الأردني (JOD)

عملة

25 مايو 1946 (الاستقلال عن الانتداب البريطاني)

تأسست

+962

رمز الاتصال

11,484,805

سكان

89,342 كيلومترًا مربعًا (34,495 ميلًا مربعًا)

منطقة

عربي

اللغة الرسمية

أدنى نقطة: -431 م (-1,414 قدم) في البحر الميت / أعلى نقطة: 1,854 م (6,083 قدم) في جبل أم الدامي

ارتفاع

UTC+2 (EET) / UTC+3 (شرقًا) (توقيت التوفير الصيفي)

المنطقة الزمنية

اقرأ التالي...
دليل السفر إلى عمّان - مساعد السفر

عمان

عمّان، عاصمة الأردن وأكبر مدنها، تجسد التاريخ المعقد للحضارة الإنسانية، ويبلغ عدد سكانها أربعة ملايين نسمة اعتبارًا من عام 2021. تقع عمّان في منطقة بلاد الشام، ...
اقرأ المزيد →
القصص الأكثر شعبية